لبنانيات >أخبار لبنانية
الرئيس عون في الفاتيكان بعد لقاء "المجلس الاقتصادي" ورسالة عراقية: الحل الديبلوماسي مهم بعدما ملّ اللبنانيون الحروب


جنوبيات
أكد رئيس الجمهورية «أهمية الحل الديبلوماسي، بعدما ملّ اللبنانيون الحروب»، وقال: «ان العمل الديبلوماسي قد لا يعطي نتيجته سريعا لكننا نعمل يوميا مع الجهات الدولية بعيدا عن الإعلام لتحقيق الغاية المطلوبة».
وصل الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى الفاتيكان، عبر قاعدة «تشامبينو العسكري» في روما للمشاركة في مراسم تشييع قداسة البابا فرنسيس اليوم.
وقال عون «وجودي هنا كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس بل لأجدّد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان في هذا العالم، ونحن هنا لنقول إن لبنان رغم كل جراحه سيظل نموذجاً للوحدة في التنوّع ومنارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسة البابا فرنسيس ودافع عنها متشبثاً بالقيم التي لا تزول من أجل عالم أكثر عدالة ورحمة».
وتوجه عون وعقيلته، فور وصولهما الى روما، الى كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يسجى جثمان البابا الراحل، لإلقاء النظرة الأخيرة قبل إقفال النعش، وللصلاة من أجل نفسه كما كان قد أوصى البابا فرنسيس قبل وفاته، إذ طلب من المؤمنين أن يذكروه في صلواتهم بعد وفاته.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
وكان عون زار قبل ظهر أمس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وكان في استقباله في الباحة الخارجية رئيس المجلس الدكتور شارل عربيد وأعضاء هيئة مكتبه، ثم وقّع على السجل الذهبي، الكلمة الآتية: «زيارتي هي للتأكيد على الدور المحوري الذي يضطلع به هذا المجلس كأحد أهم المؤسسات التي أنشئت بموجب اتفاق الطائف، ولانه يمثل منبرا وطنيا للحوار والتشاور بين مختلف القوى الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، ويشكل جسرا للتواصل بين المجتمع المدني والدولة لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتزايدة التي يواجهها لبنان، وسأسعى إلى تفعيل دور هذا المجلس وتعزيز استقلاليته ليكون مرجعا استشاريا فاعلا وصوتا للخبرات الوطنية في مختلف المجالات، ويكون نموذجا للشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني».
وبعد النشيد الوطني، وعرض فيلم قصير عن المجلس، وفيلم آخر عن أضرار المجلس اثر انفجار مرفأ بيروت، وألقى الدكتور عربيد كلمة، رحّب في مستهلها برئيس الجمهورية والحضور.
وقال: «فخامة الرئيس، أنتم رأس الدولة، وطاقتكم الإيجابية ضخت زخما استثنائيا في شرايين المؤسسات. ونحن، في هذه المؤسّسة، أكثر الفاعلين تناغما مع هذه الإيجابية، والمتفائلين بها، وهي التي لطالما شكلت مزاجنا العام، ومحرك الأحداث في هذه المساحة العامة، وفي ظلال العهد الجديد، ينطلق المجلس في ضوء قانون جديد، أدخلت على بنيته تعديلات، ومن أهم مضامين القانون الجديد، توسع رأي المجلس ليشمل إمكانية إرسال رئاسة الجمهورية ومجلس النواب طلبات رأيٍ إلى المجلس في الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وفي كل ما يؤثر على الاقتصاد والمجتمع والناس، ونتطلع لاستكمال درونا برعاية رئاسية».
الرئيس عون
وألقى الرئيس عون، كلمة قال فيها: يمرّ الزعماء السياسيون عادة، في ثلاث مراحل. في مرحلةٍ أولى، حين يصلون إلى السلطة، يكونون منفتحين على الإستماع إلى الآخرين... إذ يعرفون أنهم لا يعرفون... فيحاولون أن يفهموا كيف يؤدون دورهم الجديد... بعد فترة، يقتنعون بأنهم راكموا ما يكفي من تجربة وأنهم باتوا يعرفون ما يكفي، ليتخيّلوا بأنهم فهموا كل شيء... وهذه هي المرحلة الأكثر خطورة... مرحلة «الثقة المفرطة»... حين لا يعودون يستمعون إلى أحد ، فقط بعض الزعماء يبلغون المرحلة الأخيرة... مرحلة النضج السياسي...».
وتوجه الى الحاضرين: «جئت إليكم طالباً منكم خدمة... ألا وهي مساعدتي، ومساعدة كل مسؤول في لبنان، على الانتقال فورا إلى المرحلة الثالثة، فالمسؤول، يحتاج ربما إلى مقوماتٍ كثيرة. وغالبا إلى أشخاص كثر ، لكنه يحتاج أولا إلى من يقول له... «لا».. ولو بصيغة مهذبة مخففة... من نوع: «نعم... ولكن».. شرط ألا تكونَ «لا» كيدية أو ثارية أو أنانية. أو عدمية... ولا تكون حتما، «لا»، من نوع قوم حتى إقعد محلّك».
وتابع «ففي الشأن العام، ثمة مدرستان: مدرسة تعتقد بأن السياسة هي نشاط سلطوي... محوره الحاكم... وهدفه خير. الحاكم... أو في أوسع الآفاق، خيرُ حزب الحاكم، أو خيرُ «الحزب الحاكم».
وهناك مدرسة ثانية، تؤمن بأن السياسة هي نشاط إنساني، محوره الإنسان وهدفه خير الإنسان، «وأنا من المؤمنين بالمدرسة الثانية. منذ ولدت ونشأت في عائلتين، يشمخ تواضعهما، بالشرف والتضحية والوفاء، وحتى نلت شرف أن أكون الخادم الأول لأهلي وشعبي. فأنا إبن هذه الأرض. الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة... بلا عقد من أي نوع، ولا ادعاءات من أي صنف، لذلك، أنا أحتاج إليكم... كما إلى كل لبناني حر، أحتاج إلى رأيكم. إلى مشورتكم. إلى خُبراتكم وعلمكم وتخطيطكم ودراساتكم، وأنا هنا لأتعهد لكم بأن أكون معكم أحمي واجبَكم وحقكم..».
كما دعا رئيس الجمهورية ردا على المداخلات، الى «الابتعاد عن الزواريب الحزبية والطائفية والمذهبية التي دمرت لبنان ولم يخرج منها أي طرف رابح بل «فقد خسر لبنان كله بفعلها»، وشدّد على الحل الديبلوماسي «فاللبنانيون ملوا الحروب»، قائلا: «قد لا يعطي نتيجته سريعا، لكننا نعمل يوميا مع الجهات الدولية بعيدا عن الإعلام لتحقيق الغاية المطلوبة».
وأعاد التأكيد على «أهمية الأمن والقضاء في عملية النهوض الاقتصادي، ذلك ان «مشكلتنا الأساسية هي الفساد، ومن يغطيه هو فاسد».
درع المجلس
وبعدما قدّم الدكتور عربيد ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقرالى الرئيس عون درع المجلس، أمام اللوحة التي تؤرخ للزيارة والتي كتب عليها: «زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ولقاؤه ممثلي قوى الإنتاج والمجتمع المدني المنظم الجمعة 25 نيسان 2025. بالحوار نبني الثقة وبالشراكة نرسم المستقبل».
وفي ختام الزيارة التقطت الصور التذكارية وأقيم حفل كوكتيل، قبل ان يغادر رئيس الجمهورية عائدا الى قصر بعبدا.
دعوة عراقية
وكان رئيس الجمهورية، تسلّم رسالة خطية من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد نقلها إليه وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي السيد أحمد فكاك البدراني يرافقه القائمة بأعمال السفارة العراقية ندى كريم مجول ومحمد فارس من مراسم السفارة، وتضمنت دعوة رسمية لحضور أعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد (دار السلام) يوم السبت في 17 أيار المقبل.
وجاء في الرسالة: «اننا نتطلع لأن تساهم هاتان القمتان في تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق آمال الشعوب العربية في ظل التحديات والظروف التي تواجه بلداننا. وان مشاركة فخامتكم سيكون لها بالغ الأثر في تحقيق تقدم ملموس على طريق التعاون العربي، والوصول الى الأهداف المرجوة، وبما يحفظ مصالح الشعوب العربية، ويلبي تطلعاتها في العيش الآمن، والازدهار».
ونقل الوزير البدراني نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس رشيد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وتمنياتهما بتلبية الدعوة، كما حمل عون بدوره الوزير البدراني تحياته الرئيسين رشيد والسوداني، مؤكدا متانة العلاقات اللبنانية - العراقية والرغبة المتبادلة في تعزيزها في المجالات كافة.